أفكر ونحن نعبر تلك الأزقة، كلّ البيوت الحجرية التي تعود لأزمنة مُتأصلّة لجدودنا، بعضُ سكانها أُخرج عُنوة وتمّ احتكارها لليهود الذين أتوا بحماية بريطانيا، صُودِرت بعض الشوارع بأكملها، نحن لسنا ضدّ عيشهم هنا، بل ضدّ طردهم لنا ونهب دورنا... خلف كلّ بابٍ خشبيّ قصة، أرواح مُنهكة من الشوق لأيّامٍ ماضية، يعيشون على الماضي، ساعاتهم ضُبِطت على إيقاع الذكريات، ينتظرون أن يعود نبض الحياة لعقاربها لكنّهم لا يجاهدون بشيء لبلوغ ذلك... الإيمان غلّف قلوبهم جاعلًا الذكريات تعيش بكلّ زوايا بيوتهم، وتحت أضواء شوارعهم، حتى بين حجارة طرق شوارعهم، والتي قد تضمّ زهرةً مُتعطّشةً للحياة، استماتت لترى ضوء القدس، قبل أن تدعسها مركبة عسكرية لليهود، يؤمنون أنّ هذا عابر.