بالغ في صنع وسائل الراحة لكنها ما زادته إلا شقاءً.. لم يترك بابًا للتقارب إلا وطرقه وَلَكِن النتيجة أنه ظل حبيسًا خلف كل باب، لا يخرج منه إلا ليسجن نفسه خلف باب آخر يزيد من بِعاده.. نشَد الهدوء فصنَع الصخب.. دمّر الطبيعة ثم عاد يبكيها.. روّض الأسود، وفشل في ترويض نفسه الأمَّارة بالسوء والحروب.. رُزق الجنة فزهدها، وأفنى عمره بحثًا عنها.. شقَ البحر وغرِق عندما لامست قدماه الشاطئ.. يد تنثر الورود ويد تزرع الألغام.. عنيد سعيد، ربما... بسمَتك متوضئة بدمعتِك، احتمال.. أفراح عشناها وخيبات اعتدناها وشعارات رددناها بأن أحلى يوم قد بات قاب غروبين أو أدني، فتصفق لنفسك عندما تصل لتلك القناعة وتحييها وتقولها بملء المشاعر (عاش ).. انتصارات افترشناها على بساط هزائمنا، كي لا ننسى تلك المشاعر.. عادات أمست عبادات، يتبعها لحظات من التطهر وساعات من الجنون فكلها مشاعر.. فرح وحزن، رضا وخذلان، يأس وأمل، تلك هِي المشاعر.. مشاعر تشاور تودع مسافر.. لا أدري هل كان هذا المسافر هو من تبتلعه أرصفة الوداع.. أم هو كل حلم لم ندركه، وكل قلب كسرناه، وكل حب خذلنا، وكل زهرة سحقناها، وكل طريق هزمنا؟؟، وجوه نلتقيها فتلتقينا، وننساها فتتذكرنا ونحن غافلون بذكرى من نسونا، وكلها مشاعر.