ينساب السرد في رواية على مرمى بشر مثل انسياب الماء مفتتا صخر العنصرية والتراتبية الاجتماعية التي تمنع زواج الصانع من فتاة بيضانية، ومطوحاً بالتمثلات السلبية التي تجعله أسفل الهرم الاجتماعي، بل تضعه أحيانا موضع الانتقاص رغم حاجة المجتمع البالغة إلى مهارته اليدوية وإبداعاته الفنية والجمالية.نسج الروائي بوسحاب أهل اعلي أليافَ النص من قصة حب عذري شبّ في قلب الفتى أحمد بابا، وظل يعتصر قلبه، ويهتبل فرصة قد تمنحها الحياة، كي يرى مريم بعدَ البِعاد وطول النوى في ظل ظروف التحصيل الجامعي الذي أورثه ميلا إلى الأفكار الثورية التي لم تنقص فتيلا من أثقال الواقعالاجتماعي بمدينة السمارة المترنحة، على غرار حواضرالصحراء، بين البداوة والتمدن. تحت سطح النص تكمن بنية ثقافية صحراوية تعكسهابعض أشكال التعبير الحساني بما فيها الموسيقىالحسانية التي تصدح منذ مفتتح الرواية مشعلةفي فؤاد الفتى الولهان نار المضض من ظلم المجتمعالذي يكبح الإبداع بقدر كبحه لمشاعر العشاقالذين لا ييأسون من استراق لحظات من الزمنالهارب كي يستأنسوا ويتَونّسوا إذا خلت لهم أجواءالونسة من ألحاظ الوشاة، كما فعل أحمد بابا ومريمعلى مرمى حجر من نهاية رحلة السرد المنفتح على أكثرمن احتمال وتأويل... بقلم: د. بوزيد الغلى